مستقبل الرياضة النسائية

تشغل المرأة السعودية دورا فعالا في المجتمع، ولا يمكن لأحد إنكار هذا الدور المهم، فهي نصف المجتمع والمكون الأساسي، لتبادر الدولة في توفير كل البرامج التعليمية والتدريبية وفتح مجالات الحياة أمام مشاركتها في بناء هذا الوطن الغني بثرواته البشرية والمادية.

من هنا ووفق هذا النهج المتطور والسلوك المجتمعي المتغير، أصدرت وزارة التعليم قرارها التاريخي بإدراج التربية البدنية كمادة أساسية يتم تدريسها، وعلى الرغم من أن هذا القرار تأخر كثيرا إلا إن الوصول متأخرا خير من عدم الوصول أبدا.

وجاءت رؤية السعودية ٢٠٣٠ كمنهج عمل جديد يضاعف الفائدة لكل مواطن ومواطنة، ويفتح له الباب على مصراعيه لتطوي قدراته ورفع كفاءته وعنت هذه الرؤية بالمرأة لتتوج المرحلة الأولية من برامج تمكين المرأة السعودية بقرار تعيين الأميرة ريما بنت بندر رئيسة الهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي لتكون خير داعم لكل البرامج التي تصب في مصلحة الفتاة.

وتعمل الأميرة ريما على جذب وتفعيل الرياضة النسائية بين كافة أفراد المجتمع ومستوياته حتى يصل لكافة المدارس، وفق مبادرات تشمل فتح باب سوق العمل أمام المرأة، ليتم توفير فرص وظيفية تتناسب مع قدرات الفتيات وتقدم لهن وللاقتصاد قيمة مضافة وعوائد مجزية، ويحد من البطالة في المجمتع النسائي.

ولن ننسى مشاركة البعثة السعودية في أولمبياد ريو التي فتحت الآفاق والعيون نحو ما نمتلكه من طاقات شابة هائلة، حيث اثبتت قدرة المرأة السعودية في المنافسات الدولية، وأنها لا تقل شأنا عن النساء الأوروبيات. وبرغم من ردود الفعل القاسية تجاههم الا انه كان هناك دعم كبير لهن ووقفة احترام لمبادرتهم.

ولنعود لقرار الوزارة بإدخال الرياضة لتعليم البنات فقد كان هناك قسم كبير يرفض هذه البادرة بذريعة مخالفة الدين، أو انه قد يكون سبب لتغير مسار العملية التعليمية، مع العلم أن الرياضة تفتح بابا واسعا لتطوير الذات وانتشار الوعي الصحي.

وما زلنا كمجتمع طلابي في مدارس البنات ننتظر أن نرى بوادر التطبيق في المدارس، فليس من الضرورة الانتظار حتى يتخرج مدربات سعوديات مؤهلات، فهذا الأمر سيضيع المزيد من السنوات التي نحن بأمس الحاجة للاستفادة منها، في بناء إنسان صحي فكريا وجسديا، ومعالجة مشكلة ارتفاع نسب السمنة.

وأقترح كحلول سريعة تساعدنا على اختصار الوقت أن يتم الاستعانة بمدربات من دول أخرى، خليجية وعربية وأجنبية إن كان لابد من ذلك، فالموضوع بسيط جدَّا لا يحتاج كل هذا الذعر والتفكير والحساسية، فإنها قضية بسيطة للغاية والهدف ان نبدأ بالتطبيق وبناتنا لن يخيبن الظن.

ومع ذلك فإن التفاؤل هو الشعور الطاغي فما إلا هي مسألة وقت حتى تبدأ المدارس ببناء جيل واع بصحته ولياقته البدنية، وهي أساس بناء مجتمع صحي يستطيع تطوير وطنه ليكون في مصاف الدول المتقدمة التي تبتكر وتصنع اقتصادها بنفسها وتحولت من مجتمع استهلاكي إلى مجتمع منتج.

وأخيرا وليس آخرا لدي تساؤل جوهري هل حقا سنرى الإنجازات والبطولات قريبا؟ أم اننا سننتظر ٢٠ سنة أخرى أو أكثر، ان الرياضة لا تقتصر على مجرد ركل كرة أو جسد رشيق الموضوع أسمى من ذلك، نحن نريد استكشاف واستثمار المواهب الرياضية لصالح الوطن ودعمها حتى لا تهدر تلك القدرات والإمكانيات، نحتاج لإنشاء الأندية والفرق وإقامة بطولات محلية على مستوى المدارس والمنطقة تكون طريقا للوصول إلى العالمية.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة